أشارت
دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر إلى تزايد إقبال
شباب الأثرياء في مصر على المخدرات خصوصا مخدرات "الحشيش والماريجوانا
والطوابع"، وأن سن تعاطي هذه المخدرات يبدأ أحيانا من 12 سنة، وعللت ذلك
بأنه نتيجة حالة الفراغ التي يعانون منها وارتفاع "مصروف الجيب" الذي
يحصلون عليه من أسرهم الغنية والذي يعادل راتب موظف كبير!
وقالت
الدراسة إن الحشيش يتصدر قائمة المخدرات المفضلة لدى أفراد عينة من شباب
المدينة الساحلية (مارينا) التي يرتادها أثرياء مصر على الساحل الشمالي
قرب مطروح، وأنه من بين 450 شابا وفتاة خضعوا للدراسة لمعرفة سلوكيات
أبناء طبقة الأثرياء الجدد حول ثقافة المخدرات، ظهر أنهم يعرفون كل أنواع
المخدرات وبعضها من أولوياتهم.
وتشير
أرقام سابقة أعلنها الدكتور "أحمد عكاشة" (أستاذ الطب النفسي) أن
الإحصاءات الرسمية أكدت أن أعداد متعاطي المخدرات في تزايد رهيب ومخيف،
وأن هناك أكثر من مليوني حشاش و12 ألفًا يتعاطون الهيروين ومليوناً
يتعاطون مخدرات أخرى كـ "البانجو" و"الصليبة" وخاصة المرحلة السنية من 12
إلى 19 سنة.
وقد
ذكرت د. سعاد عبدالرحيم بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
لصحيفة "الأهرام" 23 أبريل 2007 أن النتائج الأولية للدراسة أظهرت تراجع
سن التعاطي لدى الجنسين لتبدأ من 12 سنة فقط، وأنه على الرغم من معرفة
الجميع بكل أنواع المخدرات فإن الماريجوانا والطوابع اللاصقة هي الأكثر
انتشارا في هذا الوسط الغني.
وأشارت
النتائج إلى امتناع عدد غير قليل من أفراد العينة عن تعاطي البانجو
باعتباره "بيئة" (أي دون المستوى الاجتماعي) و"يلحس المخ" على حد تعبير
أحد أفراد العينة، في حين ظهر أن الأكثرية تجنبت تعاطي الهيروين
والكوكايين؛ ما يعكس وعيا عاليا بخطورة تلك الأنواع على خلايا المخ.
ونوهت
الدراسة إلى أن ارتفاع قيمة المصروف الشهري لهؤلاء الشبان الأثرياء والذي
يتراوح بين 3-5 آلاف جنيه مصري (500 – 870 دولار) ربما كان أهم الأسباب
التي دفعتهم إلى تجربة التعاطي.
والطريف
أن الدراسة تطرح سؤالا منطقيا عن كيفية تمكن هؤلاء الشباب من استكمال
مسيرتهم العلمية في أرقى الكليات؛ حيث احتلت كلية الهندسة المرتبة الأولى
بين الكليات التي التحق بها شباب العينة، تلتها كلية الطب، ومعظمهم خريجو
أفضل مدارس اللغات!!
4 مليارات حجم تجارة المخدرات
وخلال
ندوة علاج السموم والإدمان التي نظمها مركز البحوث بالتعاون مع الجمعية
المصرية لعلاج السموم وأمراض البيئة قبل عامين، أعلن الدكتور هاني الناظر
رئيس المركز القومي للبحوث أن حجم تجارة المخدرات في مصر يتراوح بين 4
مليارات و6 مليارات دولار سنويا، طبقا لإحصائيات المركز القومي للبحوث.
وحذر
"الناظر" من زيادة حجم هذه التجارة، مشيرا إلى أنها تهدد صحة وحياة
ومستقبل الشباب المصري وتسبب أضرارا رهيبة للاقتصاد الوطني، وأشار إلى أن
الإحصائيات كشفت عن وجود أكثر من 21 ألف طالب ثانوي يدمنون المخدرات.
ونوقشت
في أوقات سابقة طلبات إحاطة موجهة من نواب في البرلمان المصري عن الصحة
والشباب بعدما صرح الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي أن هناك أكثر من
مليوني حشاش و12 ألفًا يتعاطون الهيروين ومليوناً يتعاطون مخدرات أخرى كـ
"البانجو" و"الصليبة" وخاصة المرحلة السنية من 12 إلى 19 سنة كما جاء في
تقرير صندوق مكافحة الإدمان التابع لمركز الوزراء، والذي أضاف أنه تم ضبط
50 طنًا من البانجو مؤخرا بزيادة 68% عما تم ضبطه في التسعينيات وأن مادة
الحشيش جاءت في المركز الثاني حيث تم ضبط 486 كجم هذا العام.
وكان
وزير الداخلية المصري حبيب العادلي قد أكد في الكلمة التي ألقاها 30 يونيه
2002 خلال افتتاحه والدكتورة أمينة الجندي وزيرة التأمينات والشئون
الاجتماعية للمؤتمر السنوي الرابع الذي عقده المجلس القومي لمكافحة وعلاج
الإدمان برئاسة مجلسي الوزراء تحت عنوان (شركاء في مواجهة التعاطي
والإدمان) أن جهود وزارة الداخلية في التصدي للمشكلة تسير في 6 محاور
رئيسية.
وقال
إن هذه المحاور تتلخص في تحجيم الزراعات المخدرة وضبط أكبر كميات من
مخدرات البانجو في تاريخ المكافحة، وتقليص حجم المعروض من جميع أنواع
المواد المخدرة التي كان يتم تهريبها إلي مصر بالإضافة إلى مواصلة جهود
تتبع ثروات كبار مهربي وتجار المخدرات مشيرا إلى أنه تم في عام 2001
إحالة 21 منهم إلى جهاز المدعي العام الاشتراكي.
وكذلك دعم عمليات مواجهة نشاط عصابات التهريب الدولية وخطوط التهريب الرئيسية لمخدري الهيروين والحشيش عبر الحدود.
وقال
الوزير العادلي إن الحملات المستمرة وغير التقليدية أسفرت عن ضبط أكثر من
خمسين طنا من مخدر البانجو خلال عام 2001 بزيادة عن العام السابق تصل
إلى 68% وتفوق أعلى كمية تم ضبطها خلال التسعينيات بنسبة 62%، فيما
بلغت قيمة الأموال المصادرة أكثر من 70 مليون جنيه.
ومعروف
أن مصر كانت من أسبق الدول إدراكا لخطورة هذه الظاهرة حيث أنشأت عام 1929
أول جهاز في العالم لمكافحة المخدرات وكان لخبراتها دور هام على المستويين
الإقليمي والدولي.
أغلب المتعاطين من الطلبة والعمال!
من
ناحية أخرى كشفت دراسة ضمن سلسلة بحوث التعاطي والإدمان التي تتم على
مختلف شرائح المجتمع والتي تجرى تحت مظلة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان
والتعاطي والمجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان التابعين لرئاسة مجلس
الوزراء بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ووزارة
القوى العاملة أن غالبية المتعاطين للمخدرات بأنواعها هم الطلبة والعمال.
ومن
بين ما تؤكده نتائج هذه الدراسة المهمة أن المخدرات وراء تزايد معدلات
الجريمة في مصر من خطف واغتصاب السيدات وقتل الآباء والقتل بسبب السرقة،
وأنها تستنزف سنويا ما لا يقل عن مليار جنيه من تكلفة المكافحة والتهريب
والضرر الذي يلحق بأسر المدمنين.
وجاء
في الدراسة - التي جرت تحت إشراف الدكتورة نادية حليم سليمان وعضوية
الدكاترة محسن العرقان وعادل سلطان ومها الكردي وابتسام الجعفراوي
والدكتور عبدالقادر الأعسر مستشارا للبحث ومستشار وزير القوى العاملة
والدكتور أحمد هيببة مدير إدارة السلامة والصحة المهنية بالإسكندرية – أن
المخدرات التقليدية ذات الأصل النباتي هي الأكثر شيوعا بين الطلبة والعمال
في مقدمتها الحشيش بنسبة تزيد على 60% ثم الكحوليات يليها البانجو
فالأقراص المخدرة ثم الأفيون والأقراص المنشطة
موضوع: الحشيش من أولويات شباب مارينا.. 
الخميس نوفمبر 29, 2007 5:41 am
